وصية
ابن سعيد المغربي المتوفى سنة 967هـ لابنه وقد أراد السفر
أودعك الرحمن في
غربتك
|
مرتقبا رحماه في
أوبتك
|
|
فلا تطل حبل النوى
إنني
|
والله أشتاق إلى
طلعتك
|
|
واختصر التوديع أخذا
فما
|
لي ناظر يقوى على
فرقتك
|
|
واجعل وصاتي نصب عين
ولا
|
تبرح مدى الأيام من
فكرتك
|
|
خلاصة العمر التي
حنّكت
|
في ساعة زفت إلى
فطنتك
|
|
فللتجاريب أمور إذا
|
طالعتها تشحذ من
غفلتك
|
|
فلا تنم عن وعيها
ساعة
|
فإنها عون إلى يقظتك
|
|
وكل ما كابدته في
النوى
|
إياك أن يكسر من
همتك
|
|
فليس يُدْرى أصل ذي
غربة
|
وإنما تُعْرَف من
شيمتك
|
|
وامش الهُوينا مظهرا
عفة
|
وابغ رضا الأعين عن
هيئتك
|
|
وانطق بحيث العيُ
مستقبح
|
واصمت بحيث الخير في
سكتتك
|
|
ولِجْ على رزقك من
بابه
|
واقصد له ما عشت في
بكرتك
|
|
ووف كُلاً حقه ولتكن
|
تكسر عند الفخر
حِدَّتك
|
|
وحيثما خَيَّمت
فاقصد إلى
|
صحبة من ترجوه في
نصرتك
|
|
وللرزايا وثبة ما لها
|
إلا الذي تزخر من
عدتك
|
|
ولا تقل أسلمُ لي
وحدتي
|
فقد تقاسي الذُّلَّ
في وحدتك
|
|
ولتجعل العقل
مَحكَّما وخذ
|
كلا بما يظهر في
نقدتك
|
|
واعتبر الناس
بألفاظهم
|
واصحب أخاً يرغب في
صحبتك
|
|
كم من صديق مظهر
نصحه
|
وفكره وقف على عثرتك
|
|
إياك أن تقربه إنه
|
عون مع الدهر على
قربتك
|
|
وانْمُ نَمُو
النَّبت قد زاره
|
غِبُّ الندى واسم
إلى قدرت
|
|
ولا تضيع زمنًا
ممكنًا
|
تذكاره يزكي لظى
حسرتك
|
|
والشر مهما اسطعت لا
تأته
|
فإنه جور على مهجتك
|
younes.blogspot.com
بارك الله فيك
ردحذف