السبت، 7 يوليو 2012

وصية ابن سعيد المغربي المتوفى سنة 967هـ لابنه وقد أراد السفر
أودعك الرحمن في غربتك


مرتقبا رحماه في أوبتك

فلا تطل حبل النوى إنني


والله أشتاق إلى طلعتك

واختصر التوديع أخذا فما


لي ناظر يقوى على فرقتك

واجعل وصاتي نصب عين ولا


تبرح مدى الأيام من فكرتك

خلاصة العمر التي حنّكت


في ساعة زفت إلى فطنتك

فللتجاريب أمور إذا


طالعتها تشحذ من غفلتك

فلا تنم عن وعيها ساعة


فإنها عون إلى يقظتك

وكل ما كابدته في النوى


إياك أن يكسر من همتك

فليس يُدْرى أصل ذي غربة


وإنما تُعْرَف من شيمتك

وامش الهُوينا مظهرا عفة


وابغ رضا الأعين عن هيئتك

وانطق بحيث العيُ مستقبح


واصمت بحيث الخير في سكتتك

ولِجْ على رزقك من بابه


واقصد له ما عشت في بكرتك

ووف كُلاً حقه ولتكن


تكسر عند الفخر حِدَّتك

وحيثما خَيَّمت فاقصد إلى


صحبة من ترجوه في نصرتك

وللرزايا وثبة ما لها


إلا الذي تزخر من عدتك

ولا تقل أسلمُ لي وحدتي


فقد تقاسي الذُّلَّ في وحدتك

ولتجعل العقل مَحكَّما وخذ


كلا بما يظهر في نقدتك

واعتبر الناس بألفاظهم


واصحب أخاً يرغب في صحبتك

كم من صديق مظهر نصحه


وفكره وقف على عثرتك

إياك أن تقربه إنه


عون مع الدهر على قربتك

وانْمُ نَمُو النَّبت قد زاره


غِبُّ الندى واسم إلى قدرت

ولا تضيع زمنًا ممكنًا


تذكاره يزكي لظى حسرتك

والشر مهما اسطعت لا تأته


فإنه جور على مهجتك

younes.blogspot.com

هناك تعليق واحد: