الأحد، 15 يوليو 2012

بين القرآن والقراءات والأحرف


السلام عليكم

لقد أنزل الله تعالى كتابه على نبيه وجعله معجزته الخالدة، ويسر لهذه الأمة في قراءته فأنزل على سبعة أحرف، ونشأ بعد فترة من الزمن قراءات صح منها ما صح وشذ منها ما شذ.
واضطربت المفاهيم بين ما أنزل الله من قرآن وبين الأحرف التي يسر الله بها لأمته وأذن أن تقرأ بها وبين القراءات.
لقد تعددت تعاريف القرآن بين أهل العلم.
يقول الغزالي رحمه الله تعالى: ما نقل إلينا بين دفتي المصحف على الأحرف السبعة المشهورة نقلا متواترا.
ويعرفه ابن السبكي: اللفظ المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بسورة منه المتعبد بتلاوته.
ويقول الزركشي: هو الكلام المنزل للإعجاز بآية منه المتعد بتلاوته.
ويقول الإمام الشوكاني: حد الكتاب اصطلاحا فهو: الكلام المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف المنقول إلينا متواترا.
ولما سبق من تعريفات مثالب ومآخذ قد ذكرها الشيخ عبد الحليم قابة في كتابه: القراءات القرانية تاريخها ثبوتها حجيتها وأحكامها.
وخرج بأن للقران تعريفان مجمل ومفصل، فأما المجمل فهو جامع مانع وهو أن القران كلام الله تعالى المعجز المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما المفصل فهو: كلام الله تعالى العربي المعجز المنزل بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بأحرفه السبعة لفظا ومعنى المحفوظ في الصدور والمكتوب في المصاحف العثمانية برسم يحتمل ما بقي من أحرفه السبعة وقراءاته المتعددة والمنقول إلينا بالتواتر والمتعبد بتلاوته والمفتتح بسورة الحمد والمختتم بسورة الناس. اهـ
وعرفه الشيخ أيمن بقلة على أنه السور والآيات والكلمات المرسومة في المصحف المؤداة باللفظ العربي المطابقة تماما لما أبلغه الرسول الصحابة وما أذن به من كيفيات أداء، ومنه الحركة الإعرابية والحركة البنائية المؤثرة في المعنى. اهـ
إن تعريفات القران على ما فيها من اختلاف إلا أنها تدور في فلك الكلام الإلهي الذي أنزله جبريل الأمين على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما القراءات فقد أخذت حظا من تعريفات الأولين والآخرين. ذكرها الشيخ عبد الحليم قابة أيضا في الكتاب المذكور آنفا.
وقد ارتأيت أن نأخذ تعريفين لها.
عرفها الشيخ عبد الحليم قابة: مذاهب الناقلين لكتاب الله عز وجل في كيفية أداء الكلمات القرانية.
وعرفها صاحب كتاب إتحاف فضلاء البشر: أما القراءة القرآنية فتعني: الاختيارات المنسوبة لشيخ ما في الأمور المتعلقة بالترتيل مع اعتماد خيارات خاصة في الكلمات عند اختلاف الحروف المؤثر في المعنى التي ثبت فيها قراءتان للرسول صلى الله عليه وسلم مما فيه اختلاف في المعنى مع قراءة وإقراء هذا الشيخ وإقرائه ﺑﻬذه الاختيارات وإن اختلاف المعنى يكون في المعنى التفصيلي دومًا وليس الإجمالي....... وبالتالي القراءات جلها يدور حول أسلوب الأداء من لهجات
ولغات جزء منها يتعلق باختلاف المعنى التفصيلي الناتج عن اختلاف الحركة الإعرابية أواختلاف حرف أو اختلاف المصاحف الذي تعمده الصحابة وهو قليل، اهـ
إذا فقد تبين أن القراءات عموما هي الطريقة الأدائية للقرآن، يقول في ذلك صاحب إتحاف فضلاء البشر: والقرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان فالقرآن هو الوحي المنزل للإعجاز والبيان والقراءات اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتشديد وغيرهما. اهـ
وبين القراءة والقران  تداخل وأن النسبة بينهما هي العموم والخصوص المطلق فكل ما هو قران فهو –ولا بد- من القراءات وليس كل ما هو  من القراءات فهو من القران..... ذكره الشيخ عبد الحليم قابة.
وخلاصة الفرق بينهما تكمن فيما قاله الشيخ عبد الحليم قابة وهذا نصه:
وإذا قصد بالقرآن الأحرف – كما كان الأمر  في الصدر الأول-  فلا شك في أن القراءات هي الأحرف وهي بعينها القرآن المنزل من عند الله.
أما إذا قصدنا بالقراءات كيفية أداء الكلمات القرآنية المعزوة للقراء فلا بد من التفريق بين أقسام القراءات فما كان منها متواترا أو مستفيضا مشهورا متلقى بالقبول – على رأي ابن الجزري ومن معه كما سيمر- فهي القرىن ذاته ويطلق على كل واحدة منها اسم قرآن وتأخذ أحكامه.
وما لم يكن منها كذلك واختل فيها ركن من الأركان أو أكثر فكانت شاذة فهذه يقال لها قراءة ولا يصح تسميتها قرآنا.
وبهذا البيان يتضح أن بينهما تداخلا وأن النسبة بينهما هي: العموم والخصوص المطلق، فكل ما هو قرآن فهو – ولا بد- من القراءات وليس كل ما هو من القراءات بقرآن.- والله أعلم-  انتهى كلامه.
ثم أفاض في ذكر الخلاف بين الحرف والقراءات.
لذا فأنصح إخواني ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع الاطلاع على كتاب الشيخ عبد الحليم قابة  وعلى كتاب تسهيل علم القراءات للشيخ أيمن بقلة والذي حوى أسئلة قيمة وردودا ثمينة.
إقرأ المزيد

الجمعة، 13 يوليو 2012

من لطيف الشعر.......لامية الشاعر أبو حفص الفاسي



لا تعـتـبـــنّ عـلى دهــر تـسـاء بـه                فما على الدّهر من عتب ومن عذل
واستغن بالله لا يغنيك ما جـمـعــت                أيـدي الأنــام وغــيـر الله لا تــسـل
والحرّ يستفّ ترب الأرض محتملا                ولــيس لـلـمـنّ مـن كـعأب بأمحتمل
وإن سئمت أو استوخمت مـنزلـة                 فـعـالـج الـنّـفـس بـالـتّـرحال والنّقل
فالسّلسل العذب في الأنهار مطّرد                 وراكــد الماء لا يــخـلـو مـن الدّخل
واصبر على مضض الحسّاد متّئدا                فالصّـبـر يوليك ، ما لـولاه لـم تـنل
أمـا يـسرّك أنّ الـقـوم قد ضمـنـت                 صـدورهم أعـظـم الأدواء والعــلل
يا ويحـهم كلّـما زاد الفتى شرفــا                  زادوا به أسـفـا يـدنـي مـن الأجـل
وقـل لـمن لاحـظ العـلـياء نـاظـره                  فصار ينهض نهض الشّارب الثّمل
أبـالتّـكـاسل تـبـغي نـيـل مـأثــرة؟                هيهات كم بين ذي عزم وذي وهل
وقل لمن يبتغي صفوا بلا كـــدر                  لابدّ في العيش من صاب ومن عسل
ودون شهد المنى من نحله إبـر                   فاصبر لها إن أردت الفوز بالـنّـحـل
ودونك العلم لا تـبـغي بـه بــدلا                   وكـيـف يـرضى أخـو التـمييز بالبدل
فالعلم نور مبين يسـتضـاء بــه                   وخـطّـة مـا لـهـا في الحسن من مثل
فاملأ جرابك منه غير مـكــتـرث                  بـمـا يــراه أخـو كــبــر وذو خــجـل
وروّض النّفس واستكمل فضائلها              تجني ثمار المنى من روضها الخضل
فالمرء بالنّفس لا بالجسم مرتفع                والسّـيـف بـالـنّـصـل لا بـالغمد والحلل
والنفس أنفس ما يعنى اللبيب به               فـاربـأ بـنـفـسـك أن تـعـنـى بـمـنـسـفل
إقرأ المزيد

الخميس، 12 يوليو 2012

شبهات بين القراءة والرسم

إن الله قد أنزل كتابا قويما وخص لحظه خيرته من بريته، ولما كان كتاب الله "أوثق شافع" كان التحامل عليه عظيما....
ومن بين ما قيل حول القراءات وعلاقتها بالرسم ما قاله المستشرق نولدكه تسهير من كون تعدد القراءات راجع إلى رسم المصحف.
يقول الدكتور عبد الحليم النجار رحمه الله تعالى في كتابه مذاهب التفسير الإسلامي:
لم يكن الخط العربي سببا في اختلاف القراءات بل كان مساعدا على استيعاب القراءات الصحيحة بحالته التي كان عليها عند كتابة المصاحف العثمانية من إهمال للنقط والشكل فليست العبرة بالخط وإلا لاعتمدت قراءات يسمح بها ...اهـ

شبهات وردود
قال نولدكه: قوله تعالى :
وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه.
فقد كان حماد يقرؤها أباه فرد عليه الشيخ النجار بقوله: هذه قراءة منكرة بالاتفاق، فليست من السبع ولا الأربع عشر ولو كان مجرد الخط لاعتمدت.
يرى نولدكه أن الآية: 

ونادى أصحاف الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكثرون.
قرأها البعض تستكثرون فرُد عليه أنها منكرة كسابقتها ولا يعرف من قرأ بها"وحسبك هذا دليلا على أن الخط لم يكن هو العمدة في صحة القراءة".
ينظر: أثر القراءات القرءانية في الدراسات النحوية للدكتور عبد العال سالم مكرم وكذا الراجحي: اللهجات العربية في القراءات القرآنية

إقرأ المزيد

الثلاثاء، 10 يوليو 2012

لسانياتنا ولسانياتهم

لا شك أن الدرس اللساني بعمومه يجنح إلى الوصفية في دراسة الظاهرة اللغوية، وإلى استقراء أحكامها.
ولا يخفى أن الدارس العربي القديم قد انتهج في دراسته للغة العربية أسسا ومبادئ، هي بحق عماد المنهج الصحيح في دراسة اللغة.
إلا ان انتقال الباحثين العرب من وصفيتهم واستقرائهم إلى المعيارية قد شكل مثار جدل حول صحة البحث العربي.
وما يقال في انزياح هذا المنهج في القرون الهجرية الأولى مع سيبويه وغيره وجنوحه نحو المعيارية، ومن كونه حاد عن المنهج الصحيح في اتباع الظواهر اللغوية لا يمكن الجزم به البتة.
إن لسانيتنا تقتضي علينا مراعاة خصوصية المادة المدروسة" العربية "....لأن وصف الظاهرة اللغوية وفقط، يؤدي إلى ضرب العربية الفصحى.... وما نسمعه من ذوي "الشخصيات المهزوزة" ممن ينادون بتأطير المدارس على العامية وإلغاء الفصحى خير دليل.
إن خصوصية العربية تكمن في اتصالها بكتاب ربنا، وانتقال الدارسين القدامى إلى التدوين والمعيارية "النحو" إنما محافظة منهم على النص القرآني والسنة الشريفة.
فإن قال قائل:
إن اللسانيات السوسيرية تنادي بدراسة اللغة ذاتها ولذاتها، قلت قد كان لعلماؤنا القدامى السبق في ذلك:
يقول عبد الراجحي في كتابه فقه اللغة في الكتب العربية أن علماء اللغة القدامى درسوا العربية باعتبارها وسيلة لغاية وهي فهم النص القرآني، وهم بذلك ينتهون بها أيضا إلى درس لغة وهي لغة القران، وبهذا فإن العرب وإن كانوا قد اتخذوا الدرس اللغوي وسيلة، فإن هذا الدرس قد انتهى بهم إلى أن يكون غاية في حد ذاته.
إن ما يُرى من التطبيل والتزمير لابحاث الغربيين بل وحتى الانتقاص من شأن قدامى علمائنا لمن العجب العجاب، ألم يكن من مبادئ دوسيسير في منهجه استعمال العلامة اللسانية signe ling ؟ والتي " يرى دي سوسير انها كيان نفسي ذو وجهين، وهما: التصور concept ويضع له دوسيسير مصطلح الدال signifiant، والصورة السمعية image ويضع acoustique مصطلح المدلول signifié ". في حين نجد ان ابن سينا قد عرفها وأوردها في كتابه الشفاء "العبارة" والذي تبدو فكرته أوضح عرضا وأدق تصورا:" ومعنى دلالة اللفظ أن يكون إذا ارتسم في الخيال مسموع اسم ارتسم في النفس معنى، فتعرف النفس أن هذا المسموع لهذا الفهم، فكلما أورده الحس على النفس اتفتت إلى معناه".
ولسانية التوزيعيين التي جاءت بأفكار كقابلية تقسيم اللغة إلى تقسيم ثنائي وأولي، على أساس الوحدة الدالة وغير الدالة، قد أُريد أن يكون لها موقع في العربية، ولم يُتبيّن لهم - أو تجاهلوا- ما للعربية من خصوص. يقول أستاذنا الدكتور الطيب دبة في مداخلة له في أخر ملتقى للسانيين بجامعة الأغواط أن مثل هذا التقسيم لا يمكن له أن يصدق على لغتنا العربية، فإن قال قائل:
اطلعت الطالبة على الدرس، يمكن أن تقسم إلى وحدات دالة وغير دالة، أي إلى مونيمات ومورفينات. نحو:
قرأ/ت/ال/....... إلا أن الملاحِظ يجد أن فعلا مثل قرأ لا يدل على وحيد دلالة، بل تعددٍ في الدلالات، مثل الفاعلية والمضيّ ........
إقرأ المزيد

لطائف نحوية

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 لقد ارتأيت أن أنفع إخواني وإياي بما تيسر لي من لطائف نحوية.... "تكون للمبتدئين تبصرة***وللشيوخ المقرئين تذكرة" * الأصل في الإعراب للأسماء والأصل في الأفعال البناء، ولا يسأل عن سبب الإعراب في الأسماء ولا عن سبب البناء في الأفعال لأنهما أصل في بابيهما ..والاصل لا يسأل عنه. *وما ذكر آنفا هو مذهب البصريين، وذهب الكوفيون إلى أن الإعراب أصل في الأسماء والأفعال مطلقا، وعليه فإن الأمر عندهم معرب وكذا غالب الفعل المضارع.إلا أن ما ذهب إليه الكوفيون قول ضعيف. *ذكر آنفا أن الأمر مبني عند البصريين معرب عند الكوفيين، وهو عندهم مجزوم بلام الأمر المحذوفة تخفيفا، ورُدّ عليه بكون المحذوف لا يعمل....، فإن قال قائل: لم عمل الفعل في قولنا: من جاء؟ فقيل زيد، وصار زيد مرفوعا بفعل محذوف تقديره جاء زيد، قيل: أن "جاء" عمل رغم أنه محذوف كونه فعلا، والأصل في العمل للأفعال، وهذا ما جعله يقوى في العمل محذوفا ومذكوران وهو ديدن الأصول. أما الحرف فالأصل فيه انتفاء العمل، فإن عمل وهو ملفوظ به فقد خالف الأصل، ومخالفة الأصل ضعف، فإن كان إعماله وهو ملفوظ به ضعيفا بله أن يكون محذوفا. *المشهور عند جمهور النحاة أن فعل الأمر مبني على ما يجزم به مضارعه. *كل الحروف مبنية لعدم وجود علة إعربها كالاسم أو الفعل المضارع، إذ لا يمكن أن تتوارد عليه المعاني التركيبية فلا يقع مسندا ولا مسندا إليه. وإليه أشار ابن مالك رحمه الله تعالى: وكل حرف مستحق للبنا***...................... *في الإعراب والبناء: ألقاب الإعراب والبناء واحدة في صورها ومختلفة في حقيقتها، فسكون البناء مثلا ليس مجلوبا لعامل عكس سكون الإعراب.. فالرفع والنصب والجر والجزم، كلها علامات إعراب، والضم والفتح والكسر والسكون أو الوقف كلها علامات بناء. اُختلف في الإعراب هل هو تقديري أو لفظي. وعلى الأول فالضمة هي نفسها الإعراب وما ناب عنها، ومثلها النصب والجر، فيقال مرفوع ورفعه ضمة، منصوب ونصبه فتحة،..... وعلى الثاني صارت علامات فقط، فيقال: مرفوع وعلامة رفعه ضمة،...... *جمهور النحاة على تقديم الرفع في باب "الإعراب والبناء" كون الرفع إعراب العمد كالفاعل والمبتدأ و الخبر أو نائب الفاعل، وهذه الأخيرة لا يخلو منها كلام العرب إذ نجد ان أقل الكلام إما مبتدأ وخبرأو فعل وفاعل، وكلٌّ فيه رفع. يتبع.....
 لمعرفة المزيدhttp://www.ta5atub.com/t5555-topic
إقرأ المزيد

السبت، 7 يوليو 2012

وصية ابن سعيد المغربي المتوفى سنة 967هـ لابنه وقد أراد السفر
أودعك الرحمن في غربتك


مرتقبا رحماه في أوبتك

فلا تطل حبل النوى إنني


والله أشتاق إلى طلعتك

واختصر التوديع أخذا فما


لي ناظر يقوى على فرقتك

واجعل وصاتي نصب عين ولا


تبرح مدى الأيام من فكرتك

خلاصة العمر التي حنّكت


في ساعة زفت إلى فطنتك

فللتجاريب أمور إذا


طالعتها تشحذ من غفلتك

فلا تنم عن وعيها ساعة


فإنها عون إلى يقظتك

وكل ما كابدته في النوى


إياك أن يكسر من همتك

فليس يُدْرى أصل ذي غربة


وإنما تُعْرَف من شيمتك

وامش الهُوينا مظهرا عفة


وابغ رضا الأعين عن هيئتك

وانطق بحيث العيُ مستقبح


واصمت بحيث الخير في سكتتك

ولِجْ على رزقك من بابه


واقصد له ما عشت في بكرتك

ووف كُلاً حقه ولتكن


تكسر عند الفخر حِدَّتك

وحيثما خَيَّمت فاقصد إلى


صحبة من ترجوه في نصرتك

وللرزايا وثبة ما لها


إلا الذي تزخر من عدتك

ولا تقل أسلمُ لي وحدتي


فقد تقاسي الذُّلَّ في وحدتك

ولتجعل العقل مَحكَّما وخذ


كلا بما يظهر في نقدتك

واعتبر الناس بألفاظهم


واصحب أخاً يرغب في صحبتك

كم من صديق مظهر نصحه


وفكره وقف على عثرتك

إياك أن تقربه إنه


عون مع الدهر على قربتك

وانْمُ نَمُو النَّبت قد زاره


غِبُّ الندى واسم إلى قدرت

ولا تضيع زمنًا ممكنًا


تذكاره يزكي لظى حسرتك

والشر مهما اسطعت لا تأته


فإنه جور على مهجتك

إقرأ المزيد